تعرف على البقايا التطورية في جسم الإنسان
البقايا التطورية
تعرف على البقايا التطورية في جسم الإنسان منذ بداية الحياة على الأرض، وبعد تشكّل الخلية الأولى منذ مئات ملايين السنين، مرورًا بظهور الجنس البشري (homo sapiens) منذ 200 ألف سنة، وصولًا إلى وقتنا الحالي، طرأ عدد هائل من التغيّرات على جسم الإنسان.
كل هذا بفضل التطور بآليته الأكثر فعالية ”الإنتخاب الطبيعي“. ومع حصول تلك التغيرات، أصبحت العديد من أجزاء الجسم غير ضرورية لندعوها بالبقايا التطورية.
وهذه قائمة بإثني عشر من البقايا التطورية في جسم الإنسان:
الأرحاء الثالثة (أضراس العقل) Wisdom teeth
كان البشر الأوائل بحاجتها حيث أن نظامهم الغذائي كان يعتمد بشكل كبير على النباتات، وكان وجود تلك الأرحاء يعطي الفم فعاليةً أكبر، حيث أن جسم الإنسان كان يفتقد القدرة على هضم السليولوز، لكن بعد أن تغيرت حميتنا الغذائية وصغر حجم الفك أصبحت تلك الأرحاء غير ضرورية لنا.
الآن حوالي 35٪ من البشر لا يمتلكون تلك الأرحاء على الإطلاق.
عضلات الأذن الخارجية Extra ears muscles
معروفة أيضًا بعضلات الأذن الزائدة، تستخدمها الحيوانات لتحريك آذانها (بشكل منفصل عن الرأس)، وتوجيه سمعها نحو أصوات معينة. لا يزال الإنسان يمتلك هذه العضلات التي استخدمها يومًا ما للغاية نفسها، لكنها الآن ضعيفة للغاية لدرجة أنها لا تستطيع سوى أن تقوم بهزّ الأذن قليلًا.
استعمالها عند القطط ملاحظ بشكل واضح (تستطيع تقريبًا أن توجهها نحو الخلف).
القشعريرة Goose bumps
القشعريرة ليست عضوًا تشريحيًا دائمًا بل منعكسًا، وهي تُعتبر بشكل واسع على أنها منعكس أثري (من البقايا التطورية) في جسم الإنسان.
تحدث القشعريرة عندما تنقبض تلك العضلات الصغيرة في قاعدة الأجربة الشعرية مما يسبب انتصاب الشعر.
هذا يخلق عند الطيور أو الثدييات التي لديها ريش طبقةً عازلةً من الهواء الدافىء في أثناء الطقس البارد، أو لإخافة الأعداء (حيث يعطي مظهرًا لحجم أكبر). لكنها أصبحت غير مفيدة بالنسبة للإنسان، حيث أن شعرنا قليل الكثافة وصغير الحجم لم يعد مفيدًا في كلتا الحالتين، لكنها كانت ذات فائدة لأسلافنا كثيفي الشعر.
العصعص (عظم الذيل) Coccyx
وهي بقايا الذيل عند الإنسان، والتي أخذت وظيفة معدلة حيث أصبحت نقطة ارتكاز للعضلات التي تمسك الشرج في مكانه. وهي (عادةً) عبارة عن أربع فقرات ملتحمة مع بعضها على شكل عظم واحد. والجدير بالذكر أنه تم تسجيل العديد من الحالات لولادة أطفال مع ذيل بشري.
جهاز جاكوبسن Jacobson’s organ
الموجود في عظم الميكعة (أحد العظام المشكلة للأنف).
وهو عبارة عن جهاز خاص مسؤول عن ”شم“ الفيرمونات (مادة كيميائية تحمل معلومات عن الحالة الجنسية وتؤثّر على سلوك الآخرين). كان هذا الجهاز مفيدًا لأسلافنا للمساعدة في تقفّي أثر الجنس الآخر للمساعدة على ممارسة الجنس، لكنه أصبح غير وظيفي حاليًا مع أن البشر يولدون معه.
الحمض النووي الخردة Junk DNA
لدى البشر مركبات في خريطتهم الجينية كانت تُستخدم لإنتاج الأنزيمات المستخدمة لمعالجة فيتامين c (هذه المركبات تدعى l-gulonolactone oxidase). تملك أغلب الحيوانات الأخرى هذا الحمض النووي العامل، لكن في نقطة ما من تاريخنا التطوري، قامت طفرة بتعطيل هذا الجين تاركةً خلفها بقاياه كخردة من الحمض النووي. تشير هذه الخردة بالتحديد إلى وجود سلف مشترك مع باقي الأنواع على الأرض، وهذا في الخصوص مثير.
نقطة دارون Darwin’s point
توجد هذه البروزات الصغيرة على الحافة الخارجية لصيوان الأذن عند أغلب الثدييات ومن ضمنها الإنسان.
تُستخدم على الأغلب عند الحيوانات لتركيز السمع، إلا أنها فقدت وظيفتها عند الإنسان. فقط 10.4٪ من البشر يمتلكون هذه النقطة المتبقية من تاريخنا التطوري.
جفن العين الثالث Third eyelid
هو ذلك الغشاء الأبيض حول العين الذي يمكن ملاحظته في أثناء رؤية قطة تطرف بعينها. هو شيء نادر جدًا عند الثدييات لكنه شائع عند الطيور والزواحف والأسماك.
يملك البشر هذا الجفن الثالث (لكنه غير عامل). أصبح صغيرًا جدًا عند الإنسان، لكنه أكثر وضوحًا عند بعض الناس.
العضلة الأخمصية Plantaris muscle
تستعملها الحيوانات لمسك والتلاعب بالأشياء بواسطة أقدامها، حيث أن بعض القرود قادرة على استعمال أقدامها كما تستعمل أيديها أحيانًا. يملك الإنسان هذه العضلة أيضًا لكنها الآن ضامرة تقريباً وغير وظيفية، بحيث أن الأطباء يأخذونها حين يحتاجون إلى أنسجة لترميم بعض أجزاء الجسم.
يولد ٩٪ من البشر دون هذه العضلة.
العضلة الهرمية Pyramidalis muscle
هي عضلة مزدوجة على شكل مثلث أسفل البطن (في حال وُجدت)، لا توجد عند جميع البشر.
هذه العضلة تتنوع في الحجم وفي العدد، بعض الناس لديهم اثنتان، واحدة، أو حتى ولا واحدة. أعلن العلماء أن كلا العضلتين أو إحداهما موجودة عند 80٪ من البشر، أي أنها غير موجودة عند 20٪.
العضلة الراحية الطويلة Palmar longus muscle
هي شريط رفيع من العضل تصل بين المعصم والكوع. أكّدت إحدى البحوث على إنها غير موجودة في كلتا اليدين عند 10٪ من البشر.
من المحتمل أن هذه العضلة كانت وظيفية في قبضة اليد، مع بعض التخمينات على إنها كانت مهمة كثييرًا في التشبث. لكن عند البشر الحديثين، فإن غياب العضلة ليس له تأثير على قوة القبضة.
منعكس الإنقباض الراحي Palmar grasp reflex
هذا المنعكس هو سلوك مميز عند أطفال البشر، أحد البحوث أظهر أن صغار البشر يستطيعون حمل وزنهم لمدة 10 ثواني على الأقل عند التشبث بقضيب أفقي، هذا المنعكس مهم لأطفال القرود حيث أنه يسمح لهم بالتشبث بفرو جسد الأم، لكن البشر الذين تطوروا عن النظام الشجري وفقدوا الفرو عن أجسادهم لم يعودوا بحاجة لهذه القبضة القوية. يبدأ أطفال البشر بخسارة هذا المنعكس حوالي الشهر الثالث من العمر.