كتاب تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة – فيصل الرحيل
كتاب تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة – فيصل الرحيل
أردت أن أصبح طائرًا فلماذا يحدق بي هذا العالم كفوهة بندقية
أردت أن أصبح شجرة فلماذا تنهال عليّ كل هذه الفؤوس
أردت أن أصبح أشياء كثيرة لكني عاجزٌ يا الله، عاجزٌ كرماد
قالوا عن الرواية
في إحدى جلسات النقاش الليلية في واشنطن دي سي، داخل مقهى
كنا نسميه “فدوى” نسبة للنادلة العراقية، اتفقنا مجازاً أنا وخالد الرويعي
وجعفر العلوي بالإضافة لمحمود الصفار على تعريف الشعر بأنه ذلك الشعور
الذي يحرر من شفتيك دون قصد نداء: الله.
يا الله.. نداء لم يفارق شفتي وأنا اتقلب على حد فأس فيصل الرحيل
في مجموعته “تمهل أيها الفأس… إن نصفك شجرة”.. المجموعة التي يكفيها
أنني وددت لو أني طبعتها من جديد على شكل تغريدات في تويتر،
كعادتي باقتباس المستفز مما أقرأ.. وكفى به أن يكون عنوانها بحد ذاته قصيدة.
كنتُ ومازلتُ أقول، أن الوقت الراهن في التجارب الشعرية هو وقت الصورة
وليس فذلكة المفردات.. وأجزم أن هذا الفارق هو بين جيلين من التجارب الشعرية.
الجيل السابق الذي يتكأ على فهلوة المفردة وبلاغتها في أخذ القارئ إلى صورة كلية..
قد تكون الإشكالية أن يكون القارئ متخم طوال طريقه بجمالية المفردة فتغدو الصورة
الكلية باهتة وغير مشوقة.. وقد تكون الإشكالية في كون جمالية الكلمة وقوتها تفوق
جمالية الصورة الكلية.. وقد يكمن المشكل في أن يتوه المتلقي في طريقه للصورة بين جمالية المفردة.
بالمقابل هناك هذه التجارب التي تسوق لنا صورها الأخاذة عبر مفردات هي قريبة من مفردات
الشارع وبعيدة كل البعد عن الفذلكة والفهلوة الكلامية.. ولكن تكمن الخطورة هنا في بعدين،
البعد الأول في ركاكة الصورة الكلية.. والثاني كون النص يتراقص بين حدين، حد السطحية والعمق.
الرحيل في “تمهل أيها الفأس… إن نصفك شجرة” لا يكتب الشعر.. بل يرسمه، ينحته نحتاَ،
أو يصوره بعدسته ويحمض أفلامه في قلب قارئيه، فيتسرب من شفاههم نداء: يا الله.
تحميل الرواية: من هنا
قراءة مباشرة: من هنا
المناقشة أو طلب رواية: من هنا