تحميل رواية النوم عند قدمي الجبل pdf – حمور زيادة

يوليو 9, 2020

تحميل رواية النوم عند قدمي الجبل pdf – حمور زيادة مجانا من موقع ساحر الكتب

تحميل رواية النوم عند قدمي الجبل pdf – حمور زيادة كل الناس كانت تعلم أن مزمل النور سيموت يوم يكمل عامه العشرين.
منذ شب مزمل وهو يسمع هذه النبوءة. النسوة اللائي يزرن أمّه يربتن على رأسه في حنو، ويهمسن :
– يا مسكين. تموت صبي. الدنيا خربانة.
الصبية الذين يخرج معهم لرعي الغنم يتقافزون أمامه ويخرجون ألسنتهم له، يهتفون :
– ود الموت.. ود الموت.
التلاميذ الذين يعودون من المدرسة، أعلى القرية، ظهراً يمرّون أمام بيتهم وينادون :
– الموت الموت يا مزمل.. بكره تموت يا مزمل !
الكبار الجالسون أمام دكان عيسى فقيري يرمقونه حين يدخل لشراء حلوى، يغمغمون :
– دنيا ما فيها عمار. الله يرحمه.
شيخ المسجد إذا رأه يتوضأ في باحة الجامع العتيق، يقول له:
– الله يصبر والديك يا مزمل. برهما ما استطعت.
السيارات التي تمر بقرب القرية يشير راكبوها إلى البيوت المتناثرة ويقولون :
– هذه قرية مزمل الذي سيموت يوم يكمل عامه العشرين.

رواية النوم عند قدمي الجبل – حمور زيادة

قال حمّور زيادة فى كلمته لدى فوز روايته “شوق الدرويش” بجائزة نجيب محفوظ:

“فى بلادنا نقدس الحكىّ.. الونس هو ما يكسر عزلتنا.. تراث متراكم من الحكى والمرويات والأساطير، والتاريخ الثقيل نحكيه لأجل الونس”

وهو فى رأيى العامل الأبرز فى نجاح مجموعته القصصية البديعة “النوم عند قدمى الجبل”، التى عرفت منه أنه كتبها بالتزامن مع سفره “شوق الدرويش”.. الإخلاص لقيمة الحكى ونقل الخبرة، نقل التراث والمرويات والأساطير.. تلك المهمة شبه المقدسة المنوط بها أصحاب الأدب، وتلمع كأفضل ما يكون عندما نفكر فى أن المرجع الأدق لمصر ثورة ١٩١٩ مثلاً وما بعدها كان روايات نجيب محفوظ..

تفاوت مستويات قصص المجموعة، حدده إخلاص حمّور لقيمة الحكىّ.. فالزخم المذهل فى قصة الصراع الطويل بين الشيخين فى القصة الأولى “حكاية حُسنة بنت قنديل وما جرى بسببها” أو فى أيام وساعات مزمّل النور الأخيرة فى قصة “النوم عند قدمى الجبل” أو الأزمة الوجودية السياسية العنيفة التى اجتاحت القرية فى “عندما هاجرت الداية”.. هذه الصور الحية النابضة المذهلة، يخفت أثرها كثيراً عندما يتخلى الكاتب عن إخلاصه لقيمة الحكى، وينحو تجاه السخرية السياسية المباشرة فى “البهو وما ملك الشعب” أو الذاتية الغرائبية فى “رأيت”.. ويقع نصا “حلة ود أزرق” و”لكل عام خريف” فى منطقة وسط بين اللمعان الأول والخفوت الثانى..

شكراً، حمّور زيادة