تحميل رواية أنفاس صليحة pdf – عمر فضل الله
تحميل رواية أنفاس صليحة pdf – عمر فضل الله مجانا من موقع ساحر الكتب
تحميل رواية أنفاس صليحة pdf – عمر فضل الله معالجة روائية لتاريخ وملابسات وآثار هجرة القبائل العربية إلى السودان ، وتزايد أعداد أفرادها وجماعاتها ، إلى الدرجة التي أغرتها في نهاية المطاف بتضييق الخناق على مملكة “علوة ” المسيحية وإسقاطها ، وانتزاع الملك منها في القرن الخامس عشر الميلادي ، لكي تسطِّر بذلك صفحة جديدة في تاريخ البلاد، مما غير وجهتها الحضارية، وكرَّس فيها شخصية وطنية جديدة ، تجسدت فيها غلبة الثقافة والتوجهات العربية والإسلامية بصورة حاسمة ونهائية.
الرواية تمزج بين الخيال والواقع والتراث والتاريخ، والروايات الشفاهية، للنسّابة التقليديين في السودان، وتلقي من خلال السرد الروائي الممتع والمشوِّق، بعض الأضواء الكاشفة على مرحلة مفصلية ومهمة للغاية من مراحل التطور التاريخي للسودان بأسره على الصعيدين السياسي والاجتماعي، وخصوصاً منطقة الوسط التي شهدت قيام مملكتي العبدلاب والفونج على التوالي ، ثم قيام التحالف المشهور بينهما بعد ذلك. تحكي الرواية عن الأحداث التي وقعت في “سوبا ” عاصمة مملكة “علوة ” التي انقض عليها العرب بقيادة “عبد الله جماع القريناتي القاسمي ” الملقب ب “عبد الله جماع ” ، فأسقطوها ، وخربوها خراباً صار مضرب مثل مشهور في السودان. كما تحكي قصة المرأة التي خربت سوبا والتي يطلق عليها العوام اسم ” عجوبة ” ، فتقول الرواية إنها في واقع الأمر هي الأميرة “دوانة ” أرملة أحد أمراء العنج في علوة، حيث تبرر الرواية سلوكها التخريبي، برغبتها في الانتقام من بعض منسوبي البلاط الذين قتلوا زوجها.
رواية أنفاس صليحة – عمر فضل الله
عِنْدَ الفجرِ سقطتْ (سُوبَا) العاصمة. وحين أشرقت شمسُ النهار غربت شمسُ (عَلَوَة) كُلِّهَا وانتَقَضَ مُلْكُها، ولم تَبْقَ مِنهُ إلا الأطلالُ والأنقاضُ لتشهدَ على مجدٍ غابرٍ مضى ولن يعودَ مثلما كان بالأمسِ. النيلُ اختبأ في مجراه وغَطَّى وَجْهَهُ بِأجْسَادِ الموتَى، وَكَأَنَّهُ يخشى أن تنالَ منه سيوفُ المقاتلين ورماحُهُمْ، بعد أن جرى ماؤه دماً أحمر، والتماسيحُ شَبِعَتْ من الجُثَثِ الطَّافِيَةِ على وجه الماء. وأشْرِعَةُ القواربِ والسُّفُنِ اشتعلتْ ناراً، ودُخَانُها المُتَصَاعدُ تَرَاقَصَ فَبَلَغَ عَنَانَ السماء، وسُحُبُهُ الكثيفةُ غَطَّتِ الأرْجَاءَ، فَقَدْ أحْرَقُوا أُسْطُولَ الملكِ وَسُفُنَهُ وَالمرَاكِبَ الشِّرَاعِيَّة الرَّاسِيَة غَرْبِيَّ قَصْرِهِ، قُبَالَةَ الطَّرَفِ الشِّمَالي التي طالمَا شَهِدَتْ مُجُونَهُ وَليَالِيَهُ العَابِثَة.
ها أنتِ تشهدينَ الخَاتمةَ بِأُمِّ عَيْنَيْكِ بَعْدَ مَا كَانَ أَهْلُ (سُوبَا) يَقُصُّونَ عليكِ من قبلُ أساطيرَ البدايات، وَيَقْرَأونَ في سَاحَةِ المدينةِ كُلَّ ليلةٍ أَخْبَارَ الحُرُوبِ القديمةِ وَصُمُودَ أسوارِ (سُوبَا) في وَجْهِ الغُزَاةِ في جميع الأزْمِنَةِ الماضية. يقرأونها في فَخْرٍ. يَتَغَنَّىَ بِهَا الفِتْيَانُ وَتَرْقُصُ الفَتَيَاتُ في دَلال. هَاهِيَ (إِليَاذَةُ هُوميرُوس) القديمةُ، وَحِكاياتُ حِصَارِ (طَرْوَادَة) وسقوطِها تَتَكَرَّرُ بِتَفَاصِيلِهَا في (سُوبَا)، المدينةِ العَصِيَّةِ التي صَمَدَتْ بأسوارِها في وَجْهِ المهاجمينَ من الجنوب والشَّرْقِ والشِّمَال، وكان أهلُهَا يَفْخَرُون بأنَّها لا تَسْقُطُ أَبَداً، هَاهِيَ قَدْ سَقَطَتْ أخيراً ومن داخِلِ الأسوارِ، تماماً مثلما سَقَطَتْ (طَرْوَادَةُ) في وَجْهِ المُقَاتِلِينَ الإِغْريق في ذَلكَ الزَّمَانِ القّدِيمْ.
استمتع بهذا العمل المتميز وكل جديد مع ساحر الكتب مسرح الحصريات
متنسوش تنضموا لينا فى جروب ساحر الكتب
للحصول على أحدث الكتب والروايات الحصرية أنصحكم بالإشتراك فى جروب ساحر الكتب
أقرأ أيضا لنفس الكاتب :
1 – رواية ترجمان الملك : من هنا
2 – رواية رؤيا عائشة : من هنا
3 – رواية أنفاس صليحة : من هنا
ولتحميل المزيد من الروايات والكتب الحصرية انضم الى جروب ساحر الكتب
قراءة مباشرة : من هنا
لطلب الكتاب : من هنا
للإنضمام إلى الجروب: من هنا
للإبلاغ عن رابط لا يعمل : من هنا