رواية النور و الظلام – وائل القاضى
رواية النور و الظلام – وائل القاضى
يوميات طبيب مصري تسير حياته
رتيبة هادئة و تتطور به الأحداث من
علو و ارتفاع إلى انخفاض ، ثم إلى
الحضيض الذي ليس بعده شيء إلا
الحساب .. و فجأة العودة إلى ما
كانت عليه الأمور مرة ثانية
وقف الطبيب إبراهيم .. م .. أ
أكبر و أشهر الأطباء المتخصصين
في مجال جراحة القلب .. و الأوعية
الدموية .. في جمهورية مصر
العربية كلها .. بل .. في العالم العربي
بأكمله .. وقف هذا الأخير أمام المراة
ينظر إلى نفسه .. و وسامته .. و أناقته
و روعة حلته .. و إلى شعره الأسود
المتفحم .. و الذي لم تصبه شعرة بيضاء
حتى الان بحق .. و هو الذي لم يبلغ
الخمسين من عمره بعد .. ثم شرع ينثر
على نفسه .. أجمل .. و أغلى العطور
في إفراط معتاد منه .. كان يعلم أن
تفوقه .. و نبوغه .. و نجاحه .. و
شهرته و ثراءه .. مثار حقد .. و غيرة
و حسد من الكثيرين .. من هم في مثل
مهنته .. و عمره .. و لكنه لم يبال يوما
بهذا .. بل و لم يوقفه .. أو يؤثر عليه
و بعد أن نثر من عطره ما نثر
شرع يتأمل نفسه في المراة مرة أخرى
في إعجاب .. و تكبر واضحين
كان على يقين .. بأن مكانه .. و مكانته
أكبر من أن يكونا بمصر .. و لكن اللعنة
و ألف لعنة على الوطنية .. التي من
أجل عائلته .. و زوجته .. و أصدقائه
و زملائه .. أجبروه معنويا على البقاء
في مصر .. في تلك اللحظة كانت زوجته
نبيلة .. تقف على عتبة باب الغرفة
و هو لا يشعر بها بالطبع .. و كانت
تعلم هي ذلك .. و بقدر ما كان يؤلمها
ذلك .. فقد كانت تعلم قدر و مقدار
عشق زوجها لنفسه .. بصفة عامة
و للمراة .. بصفة خاصة .. و أخيرا و
ليس اخرا .. أصابها الملل .. من مراقبته
و هو لايشعر بها .. فقالت متصنعة
التفاؤل و قليل من المرح : صباح الخير
يا .. حبيبي .. نطقت هذه الأخيرة .. بهذه
العبارة .. و هي لا تزال واقفة على عتبة
باب الغرفة لتخرجه من حبل أفكاره
و زهوه .. و نشوته بنفسه .. فأجابها في
الية .. كانت بالنسبة إليها جفاء معتادا
صباح الخير .. يا حبيبتي .. و سرعان
ما ظهر نجله الحبيب ( لؤي ) .. ذو
الثلاثة عشر ربيعا .. و من خلفه نجلته
الحبيبة ( سما ) .. ذات العشر أعوام
و سرعان ما هرولا نحو والدهما .. و
هما يتسابقان إليه عبر الغرفة .. و
احتضناه كلاهما .. من الخلف .. في قوة
فالتفت إليهما .. في سرعة .. ليرتمي
في أحضانهم .. و شرع ثلاثتهم .. يرتوون
من بعضهم البعض .. سيما و أنه في كثير
من الأحيان .. كانوا لا يرون والدهم إلا في
الصباح .. في تلك الأثناء كانت نبيلة
ما زالت تقف .. و تراقب .. ما يحدث
أمامها .. فهي تعلم .. قدر .. و مقدار
عيوب و ماخذ .. و مثالب .. زوجها
كلها .. و لكن الشيء الوحيد الذي لم
يتغير فيه .. حتى الان هو عشقه لنجليه
الحبيبين .. و من ثم عشق نجليه له
فهي كانت .. و لا زالت .. تدعوه .. و
تتضرع .. إليه سبحانه عز و جل .. في
كل لحظة .. و كل يوم .. من أجل ذلك
و ستظل تدعوه .. حتى حين يحين
أجلها .. من أجل ذلك أيضا
تحميل الرواية: من هنا
قراءة مباشرة: من هنا