تحميل رواية ممر المشاة pdf – راهيم حساوي
تحميل رواية ممر المشاة pdf – راهيم حساوي مجانا من موقع ساحر الكتب
تحميل رواية ممر المشاة pdf – راهيم حساوي حين يخيّم الصمت بيننا، يبدو لي وجهه مثل كلمة على رأس اللسان، ودائماً أخشى أن أشعر بالتفوّق عليه. فالمرء عادةً يشعر بتفوّقه على مَن كان يومه سيّئاً. حتّى تقديم العزاء والمواساة للآخر لا يخلو من بعض الشعور بالتفوّق، لذلك، من حسن إدراك المرء ألّا يشعر بفارق كبير ما بين اليوم الجيّد واليوم السيّئ، وأن يعرف أنّ الحياة تقوم بمهمّتها على أكمل وجه منذ بدايتها، وأن ينظر إلى مهمّتها هذه بأقلّ ما يمكنه من دهشة، كي لا ينكسر العقل به وتتهاوى النفس عليه.
وكثيرة هي المواقف التي تجنّبتُ أن أكون سعيداً فيها، كنتُ فقط أتعاطى الأمور كما أتعاطى شرب الماء ما دام متوفراً، ولم يحدث أن تهتُ في الصحراء وحصلت على الماء في الرمق الأخير كي أعرف حقيقة شعوري حينها،
لكنّي بالتأكيد سوف أتعاطى الموقف كما هو عليه أثناء حصولي على الماء في الرمق الأخير، ولن أقول إنّها حادثة فريدة إذ أنّها حدثت.
الشيء الفريد في هذه الحياة هو أن يتوقّف المرء عن البطولة بدافع الأهمية ما دامت مسألة الخلود ليست من شأنه، فحبّ البطولة يرمي بصاحبه في فشل لا يراه إلّا لحظة شعوره بحجم فقدانه أشياء كانت بمتناول يديه، وتفوق حقيقة قيمتها حقيقة تلك الأشياء التي سعى وراءها لاهثاً بجهد جبّار لا يخلو من نفاق المرء مع نفسه، وأعتقد أنّ الأهمّية الوحيدة للمرء في هذه الحياة تكمن في شعوره العميق ككائن تعرّض للفتك والأذى طوال حياته ومع ذلك بقي على قيد الحياة يشرب الماء أثناء توفّره.
تحميل رواية ممر المشاة
نحن أمام عمل أدبيّ متقن، يتطلب قراءة دقيقة، تنسجم فيه الأحداث وتتداخل كأنك أمام فسيفساء تُكمِلها التفاصيل ويلوّنها العبث حتى تخال أن الكاتب ليس سوى حرّيف في الرواية الفرنسية، الوجودية منها تحديداً.
بلغةٍ أدبية أنيقة تلامس الشعرية، يتصدرها الوصف المشهدي وانسيابية عالية في سردٍ تلقائي متدفّق، يكتب حسّاوي قصة مهاجر يُدعى نوح، وهو الشخصية المحوّرية في العمل، يقف على الجهة المضادة من الصورة المعتادة للبطل، تعتريه الهامشية المفرطة، مسلوخ عن الانتماء وله وتيرته الذاتية الداخلية التي تشكل عالمه الخاص ونادراً ما تتلاقى مع ما هو مركون في الخارج.
باقتضابٍ موجز مشغول لا يتماثل مع المنطق المعتاد في أسلوب بناء شكل روائي ينصاع إلى قواعد النسق، تبدأ الحكاية «وأخيراً قتل بالميرو تاجر السمك بأدنى درجات المنطق» لتثير فيك الدهشة بتجلّي هذا الضرب العميق للمنطق حتى عند الكاتب نفسه أثناء بنائه للحبكة. ويتهيأ لك أن قرار حسّاوي أن تكون الحبكة بذاتها مدخلاً للرواية جعل تقنية كتابته تشبه إلى حدّ بعيد المعالجة السينمائية في العرض الروائي. إذ يتصدّر المشهد الأبرز الواجهة، من الزاوية الكبيرة قبل الدخول عن كثب، كأنه «زووم»، إلى صميم الأحداث التي تنساق وتتوالى، فتبقى مذهولاً أمام نص حيّ ومنعش.
رواية ممر المشاة – راهيم حساوي
لا تكمن براعة راهيم حسّاوي في تجريد المنطق وترك القارئ أمام احتمالات مفتوحة لفهم أو استنتاج الدوافع وراء أي تحرك أو سلوك يصيب الكائن ويترك عليه أثراً فقط، بل بإبداعه على تجسيد شخصيات خفيفة، غريبة، تسمع عنها في حياتك لكنك تشعر كأنها ظلال.
العمق السايكولوجي المغروس في نوح، هو تحديداً ما يجعلك تتطلب جرعات إضافية من الأحداث في هذا العمل. سرعة بديهيته في التقاط التفاصيل الدقيقة، وعيه لذاته كأنّ باستطاعته أن يراقب أعماقه من فوق (أقصى ما أجده في الرومانسية هو روح الدعابة في لحظة متسربة من عاطفة محكمة الإغلاق، وما عدا هذا فإني لا أجد في الرومانسية سوى خدش لصمت وحياء العاطفة)، وحسّه بلا انتماء إلى القضايا الخارجية، إنما تعلقه بالحنين للحظات مرّت كأن وجوده الحقيقي خامد في فقاعة وجدانية فردية. إننا أمام شخص «مديني» بامتياز، معجب بازدحام المارة ومراقبة السيارات من وراء النافذة.
تنتهي الرواية ولا أحد يصل إلى مبتغاه. رحلة طوعية في دهاليز اللامنطق. تنتصر اللاجدوى والخفة في كلّ مكان
استمتع بهذا العمل المتميز وكل جديد مع ساحر الكتب مسرح الحصريات
متنسوش تنضموا لينا فى جروب ساحر الكتب
للحصول على أحدث الكتب والروايات الحصرية أنصحكم بالإشتراك فى جروب ساحر الكتب
أقرأ أيضا لنفس الكاتب :
1 – رواية أنشودة النقيق : من هنا
2 – رواية ممر المشاة : من هنا
ولتحميل المزيد من الروايات والكتب الحصرية انضم الى جروب ساحر الكتب
قراءة مباشرة : من هنا
لطلب الكتاب : من هنا
للإنضمام إلى الجروب: من هنا
للإبلاغ عن رابط لا يعمل : من هنا