أفكار صغيرة لحياة كبيرة – كريم الشاذلى
أفكار صغيرة لحياة كبيرة – كريم الشاذلى
ومن ضمن الفصول التي أعجبتني وسرد فيها قصة جميلة عنونه ب ” اللسان “
كانت الأمور تسير طبيعية على مجموعة الضفادع التي تتسابق
بين أشجار الغابة ، قبل أن تسقط ضفدعتان في حفرة ماء عميقة .
تجمعت الضفادع لترى الضفدعتان المسكينتان ، وما إن
طالعاتهما إلا وتأكدا من استحالة إنقاذهما ، فالحفرة عميقة جدا .
فطالبت الضفادع من الضفدعتان أن يستسلما للموت ،
ويكتفيا بالأيام التي عاشوها ، فلن تجدي محاولاتهما لإنقاذ نفسيهما شيئا .
لم تستمع الضفدعتان لكلام الضفادع وحاولا أن يقفزا
ويخرجا من هذه الحفرة السخيفة ، وباءت محاولاتهما بالفشل ، ومع تصاعد
صياح الضفادع بأن يكفا عن المحاولات اليائسة والاستسلام
لمصيرهما المحتوم ، استسلمت بالفعل إحدى الضفدعتان ، وماتت في صمت .
وظلت الضفدعة الأخرى في القفز مرة تلو مرة ، وجمهور
الضفادع يطالبها بالاستسلام ، والموت بهدوء ! . لكنها لم تصغ
لهم وظلت في القفز ، إلى أن تحقق الصعب ، ووصلت
إلى الحافة ، ونالت حريتها بعدما ظن الجميع أنها في عداد الأموات .
التف جمهور الضفادع حول الضفدعة الناجية يسألونها في لهفة :
ما أروع تصميمك ، كيف صمدت رغم هتافنا بأن تستسلمي ،
وتتركي المحاولة ؟ فأخبرتهم الضفدعة ببساطة أن لديها مشكلة
في السمع ، ولم يكن تستطيع سماعهم بشكل سليم
وهي في الأسفل ، لذا لم تصل إليها هتافاتهم المثبطة المحبطة ، وبالتالي لم
تتأثر بها ، بل على العكس من ذلك لقد كانت تظن أن
هتافهم وصراخهم كان تشجيعا لها ، وتحذيرا من اليأس والقنوت ،
واعترفت لهم أن هذا كان له بالغ الأثر في محاولاتها المستمرة المضنية .
ثم يعقب الكاتب :
إنه اللسان ، ذلك العضو الصغير القادر على هدم طموحات في نفوس أصحابها
، وتثبيط همم ، وقتل أحلام ، ووئد مواهب وقدرات
تحميل الرواية: من هنا
قراءة مباشرة: من هنا
المناقشة أو طلب رواية: من هنا