تحميل رواية الحريم pdf – حمدي الجزار
تحميل رواية الحريم pdf – حمدي الجزار مجانا من موقع ساحر الكتب
تحميل رواية الحريم pdf – حمدي الجزار في زمنِ بعيد، ناءِ غائم ..
كنت لم أحرم ثدي أمي سوى من أربع سنوات فحسب، وكان طعم الصبار المر، الذي رضعته على حلمتيها لفطامي،
لم يزل طازجاَ في فمي، كان لا يزال عالقاَ بطرف شفتي حين ترك أبي باب دكانه مفتوحا على مصراعيه،
وذهب لمدرسة طولون الابتدائية الجديدة، بجوار سور الجامع، من طلعة الدحضيرة.
راح الأسطى فرج مسرعا للهدف الجلل كما هو، ببنطلونه الكاكي القديم والصديري البلدي، المبقع بالغراء الناشف، فوق القميص الكاروهات المشمر حتى الكوعين، هرول نحو المدرسة والقلم الكوبيا على أذنه اليمنى، والدوسيه الورقي تحت إبطه، اجتاز باب المدرسة الحديدي، ودخل للإدارة مباشرة، وقدم للأستاذ نصر، سكرتير المدرسة، الأوراق المطلوبة كاملة : ملف به شهادة ميلادي، وست صور،أربعة في ستة، وخمسة طوابع معونة الشتاء بخمسين قرشاَ، وعاد للبيت .
تحميل رواية الحريم pdf – حمدي الجزار
شدتني الرواية من أول صفحاتها، الأسلوب جميل و يظهر فيه نضج الكاتب بوضوح، تسرد الرواية قصة بطلها سيد إبن الأسطى فرج النجار منذ طفولته المبكرة في حواري طولون في أوائل السبعينات و تتتبع مراحل حياته و تطور شخصيته من خلال إستعراض نماذج أهم النساء اللاتي تركن بصمة لا تنسى في وجدانه، من أمه لجاراته لبناتهن لزميلاته و أساتذته في المدرسة ثم الجامعة -وهو ما ذكرني برواية طلال فيصل الجميلة “سيرة مولع بالهوانم”-، كل فصل من الرواية معنون بإسم واحدة من تلك النساء، ومع إستعراضه لهن يستعرض الكاتب كذلك تفاصيل الحياة في الحارة المصرية في تلك الفترة، و علاقة سيد بأبيه الأسطى فرج وعمله مساعدا له كصبي إسطرجي بجانب دراسته بما في ذلك من تجارب ثرية،
تحميل رواية الحريم pdf
حتى يصير مسئولا عن الأسرة بعد وفاة الأب، كما يستعرض حال الجامعات المصرية في فترة أواخر الثمانينات و أوائل التسعينات من خلال نموذج قسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة التي يدخلها سيد بعدما فشل تحقيق حلمه و حلم والده بدخول كلية الهندسة، وتنتهي الرواية مع نهاية الألفية الثانية و بطلها قد بلغ الثلاثين من عمره وصار الأستاذ سيد مدرس الفلسفة، و تزوج -وهو المولع بالنساء و الحب منذ صغره- زواجا تقليديا جافا بجارته سلوى المدرسة أيضا، وهي نهاية وإن كانت محبطة إلا أنها كذلك واقعية لحد كبير.
رواية الحريم – حمدي الجزار
أهم ما يميز الرواية في رأيى هو الصدق و الشغف الناضحان من بين سطورها، وهو ما جعلني أظن -وليس كل الظن إثم- أن هذه الرواية ليست خيالا محضا من الكاتب، وأن بها بعض ملامح قريبة من سيرته الذاتية الحقيقية، خاصة مع وجود الكثير من عوامل التشابه بينه و بين بطلها في السن و الدراسة، إلا أن السبب الأهم الذي دفعني لهذا الإعتقاد هو الإحساس العالي المكتوبة به الرواية، كمثال مشهد كيّ الأسطى فرج ليد إبنه سيد بالسيخ المحمي عقابا له على “التزويغ” من المدرسة، هذا المشهد العبقري بواقعيته المؤلمة و تفاصيله الحية لا يمكنني إبتلاع كونه خيالا، وأعتقد أن نفس هذا الإحساس قد وصل للأستاذ صلاح فضل فكتب في مقاله: (وأوشك على الظن بأن يد الكاتب وأقصد الراوى مازالت تحمل أثر هذا الكىّ حتى الآن) !
ولتحميل المزيد من الروايات والكتب الحصرية انضم الى جروب ساحر الكتب
قراءة مباشرة : من هنا
لطلب الكتاب : من هنا
للإنضمام إلى الجروب: من هنا
للإبلاغ عن رابط لا يعمل : من هنا