خمس خرافات عن صحة الأسنان
صحة الأسنان
خمس خرافات عن صحة الأسنان عند جلوسي على كرسي الاستطباب الخاص بعيادة الأسنان قال لي طبيب الأسنان أنه بات بمقدوره معرفة كل شيء عني! ربما قال جملته تلك من قبيل الدعابة، ولكن دراسة أجريت مؤخراً تقول إنه وبفحص أسنانك يمكنك تشخيص صحة باقي جسمك! لذا ينبغي ووفقاً لهذه الدراسة أن تولي العناية بصحة أسنانك أكبر من ذي قبل، أليس كذلك؟
الطبيب Manny Alvarez المدير العام للقسم الطبي في شبكة Foxnews أجرى مؤخرا اجتماعاً مطولاً مع الطبيب Gerry Curatola مؤسس جمعية ”التجديد في طب الأسنان“ الكائنة في مدينة نيويورك الأمريكية، اجتمع الطبيبان لمناقشة وتوضيح بعض الخرافات المتعلقة بصحة الأسنان، والتي بإمكانها أن تؤذي صحتك.
1. السكر هو المسبب الرئيسي لتسوس الأسنان:
قد نكون كلنا سمعنا تلك المقولة من آبائنا أو أمهاتنا والتي تنص على أن تناولنا للسكر سيؤدي لتسوس أسنانا، نعم ربما السكر سيؤدي لنخور في الأسنان وبعض الآثار الصحية الأخرى، ولكن عند التكلم عن تسوس الأسنان فإنه من الجور أن نضع السكر في القائمة الرئيسية للمتهمين بذلك.
”هذه الخرافة متعلقة بالسكر، فهو ليس سبب لتسوس الأسنان! الفكرة هنا تماماً كعلاقة البنزين المتواجد في خزان الوقود بحركة السيارة، فحركة السيارة مرتبطة بشكل مباشر بالمحرك وليس بالبنزين.
وكذلك الأمر بالنسبة لتسوس الأسنان فالسبب ليس السكر، بل هو في الواقع الأحماض التي تنتجها البكتيريا في خبايا الأسنان والأضراس“.
هكذا صرح Curatola لشبكة Foxnews وأضاف:
”نحن نملك في جسمنا نوعين من الجراثيم، نوع مفيد لجسمنا ولا غنى لنا عنه، ونوع آخر مضر لجسمنا ووجوده في الفم مثلاً لهو حالة غير صحية طبعا.
”من أين تأتي الجراثيم الضارة لأفواهنا!؟ عند مضغ الكربوهيدرات تُخلق تلك الجراثيم، السكر الأبيض كمثال يحوي على تلك الكربوهيدرات، ولكن بالطبع ليس هو الوحيد الذي يحوي على الكربوهيدرات، الفواكه أيضاً والخضار والحبوب هي أغذية صحية ولكنها تحوي على الكربوهيدرات التي تنتج تلك الجراثيم الضارة، والتي بدورها تنتج الأحماض التي تعمل على تسوس أسنانك!“
2. تبييض الأسنان له آثار سلبية على المينا:
المكون الأساسي لمعظم مساحيق تبييض الأسنان هو ماء الهيدروجين أو ماء الكاربميد، والتي تعمل كعوامل مؤكسدة لإزالة البقع السوداء والاصفرار عن سطح الأسنان والمينا.
أغلب منتجات تبييض الأسنان المنزلية تحوي من ثلاثة إلى عشرة بالمئة من المادة الفعالة وهي كمية معقولة لا تؤدي لأي ضرر، فطبعاً الاقتصاد في استخدام أي شيء يجنبنا أضراره المحتملة. يقول Curatola بخصوص ذلك:
”للقيام بتبيض الأسنان بشكل آمن ولتجنب الأعراض المحتملة لا بد من القيام بذلك تحت إشراف أخصائي بمعالجة الأسنان. فهناك في الحقيقة العديد من مساحيق تبييض الأسنان التي من الممكن أن تؤدي للإضرار بمينا أسنانك. حيث أن المادة الفعالة في مساحيق تبييض الأسنان هي حمضية، فالإفراط في استخدامها أو سوء استخدامها ربما قد يؤدي لتضرر المينا فتصبح هشة أو مسامية، في النهاية القيام بتبييض الأسنان بتلك المواد يحتاج لحسن دراية من قبل المختص، ولكني أفضل ترك الأسنان تقوم بذلك بنفسها“
3. حشوات الأسنان المصنوعة من الفضة ليست بحاجة إلى تبديل دوري:
واحدة من أكثر القضايا الشائكة في عالم طب الأسنان، هي هل الحشوات الفضية القديمة في أفواهنا صحية أم تحتاج لتبديل دوري!
”إن معظم المرضى لا يتم إعلامهم بأن حشواتهم الفضية تحوي على 52% من الزئبق“ هذا ما صرح به الدكتور Curatola وتابع قائلاً وفي هذا الصدد: ”وهناك أيضا بحث يؤكد أن الزئبق كمكون للحشوة، تفقده الحشوة تدريجياً وخصوصاً لدى شرب أو تناول الأشياء الساخنة. أنا هنا لست بصدد التحدث عن النسبة المئوية الواجب توافرها من الزئبق كمكون للحشوة، ولكن رأيي الشخصي بخصوص تبديل الحشوة هو أنه علينا تبديلها دورياً، وخصوصاً وأن تلك الدراسة المذكورة آنفاً قد أشارت لنقص تدريجي في كمية الزئبق الموجود في الحشوة.
إن وصول بخار الزئبق لكمية معينة داخل الجسم، له تبعات خطيرة على الجهاز المناعي والأمراض المتعلقة به، بالإضافة للأمراض العصبية، والأمراض المزمنة حتى! لذلك الأطباء المختصون ينصحون بالتبديل الدوري للحشوة، فمضغ اللبان، وشرب المشروبات الحارة والغازية، سيؤدي لتكوين كميات خطيرة من بخار الزئبق من الزئبق المتواجد في الحشوة“.
4. غسول الفم مع الكحول، خليط جيد للعناية بصحة الأسنان:
استخدام غسول الفم الذي يحوي على الكحول لهو السبب الرئيسي لسرطان الفم، وهذه ليست دراسة جديدة، بل والديك ربما يعرفون تلك المعلومة من سبعينيات القرن الماضي!
ولكن مع ذلك، فإن هناك دراسات حديثة شككت بنتائج الدراسة التي أجريت في السبعينيات، حيث أن تلك الدراسات الحديثة أشارت إلى أن الدراسة القديمة قد اعتمدت على عينات تستخدم غسول الفم مع الكحول وفي نفس الوقت كانت تلك العينات من المدخنين ومدمني المشروبات الكحولية! وهذا—وحسب تلك الدراسات الحديثة—سوف لن يعطي نتائج حقيقية.
وبالنسبة للدكتور Curatola فهو يحذر من عواقب استخدام غسول الفم بشكل كثيف، تلك العواقب قد لا ترتبط بسرطان الفم، ولكن بالطبع لها علاقة بمشاكل سنية أخرى. واختصاراً للجدل، يلخص الدكتور Curatola القضية: ”غسول الفم لا يجب أن يحوي على الكحول“.
5. ضرس العقل ليس له أي فائدة:
ضرس العقل كما هو الآن في أفواهنا، هو نتيجة لعملية تطورية شهدها أسلافنا، وحصل على اسمه تبعاً للوقت الذي ينمو ويتشكل فيه في فمك، وهو عادة بين سن السابعة عشر، والخامس والعشرين عاماً.
يرجح أنه ونتيجة للطعام الخشن الذي كان يتناوله أسلافنا، هذا جعل من أضراسهم واسنانهم أكثر قسوة واكبر حجماً، ولكن العملية التطورية التي فرضت نمو الدماغ البشري على حساب الفك، جعل هذا من نمو ضرس العقل وظهوره، عملية مؤلمة لدى معظم البشر.
”ضرس العقل هو عبارة عن بقايا تطورية تماما كاللوزتين مثلاً“ وتابع Curatola ”برأيي ليس من الضروري اقتلاعها لكل الأشخاص الذين تنمو لديهم أضراس عقل، ولكننا قد نجد اختلاف في أنواع الفكوك نتيجة لعملية التطور، وهذا قد يؤدي أحياناً إلى جعل مساحة الفك غير كافية لنمو ضرس العقل، وبالتالي يتوجب قلعه، لأن الإبقاء عليه سيؤدي لسوء تموضع باقي الأضراس على الفك وبالتالي قد يؤدي لخراجات وسيرافق ذلك ألم شديد طبعاً. لذا إن لم يسبب لك ضرس العقل أي مشاكل، لا بأس في التفكير في عدم قلعه“.
وفي سياق منفصل، ولكنه متعلق بالأضراس، وفي دراسة أجريت في اليابان، لب الأضراس يحوي على جذوع خلايا، تشبه تلك الموجودة في نخاع العظم، وجذوع الخلايا تلك قد تساعد مستقبلاً في إعادة زرع الأضراس.