رواية أنثى السراب – واسيني الأعرج
رواية أنثى السراب
رواية أنثى السراب – واسيني الأعرج
كم تنقصك من الروح أيتها البلاد المؤذية لتصيري بلادا بلا منازع و بلا أقنعة،
بلادا كبقية البلدان، تحب ناسها وتكرم أحبتها من حين لاخر حتى لا تنساهم ولا ينسونها.
أيتها البلاد التي نكست كل رايات الفرح ولبست حدادها وانتعلت أحذيتها القديمة التي أذلت
فرحتها، لا تكثري الدق، لم أعد هنا. فقد خرجت باكرا هذا الصباح ولم أنس أبدا أن أغلق ورائي
كل النوافذ والأبراج، وأسد القلب للمرة الأخيرة، وأقسمت أن لا ألتفت ورائي، وقلت
في خاطري ليكن، للحب ثمن وعلي أن أدفعه لتلبية نداء غامض في داخلي اسمه الجنون.
من جديد يأتي صوت الكمان الدافء، يذبحني أنينه، يملأني، أغمض عيني على هذه الحافة
الهاربة. أرى إمرأة تتمزق بين رغاباتها وأحلامها الصغيرة والملونة، وبين حياتها الموغلة في عتمة
الأرواح المحيطة بها، في وحشة الشوارع وفظاعة الإحساس بالوحدة… أشعر برغبة في البكاء.
ذاك الأنين الجميل يعمق إحساسي بالفداحة… كم تراني خسرت طوال هذا الوقت الذي يمضي
داخل الخوف والأسئلة التي تبقى معلقة حول حواف القلب كالقصة؟ جريت أكثر وكأن الأوامر
من ورائي لم تكن تعنيني. مسحت المكان بعيني الحذرتين، بدرجة قاربت المائة والثمانين درجة.
عرفت أين هي بالضبط. كانت مريم تسلك الطريق المؤدي إلى واجهة البحر، قبل أن تنزل نحو
الميناء القديم. ربما كانت تريد أن تستقل سفينة ما للهرب. لم يكن الشرطي السمين بعيدا عني،
فقد شممت رائحة عرقه القوية، وشعرت حتى بظله يثقل جسدي المنهك. جريت أكثر لكي
لا تغيب مريم عن نظري. ثم… طلقة ثالثة قريبة في، جمدت دمي… إرتعش المسدس في
يدي، وأصبح فجأة لا يساوي إلا ثقله
تحميل الرواية: من هنا
قراءة مباشرة: من هنا
المناقشة أو طلب رواية: من هنا